أبحاث ودراسات حديثة تؤكد: هدهد سليمان أول صحفى محترف فى العالم

الهدهد
الهدهد

قال المؤرخ والمفكر والفقيه علي الصلابي أن الدراسات والأبحاث الحديثة أكدت أن الهدهد أكفأ من الحمام في استخدامات النقل والاتصال، فهو أسرع طيراناً ولا يحتاج للجماعة في طيرانه ، وقوة دفاعه عن نفسه أكفأ وتحمله للجوع والعطش أكثر فضلاً عن ذكاءه ومكره المشهور بهما، لذلك كان أختيار سيدنا سليمان عليه السلام للهدهد كان هوالأختيار الأفضل من بين بقية الطيور فهو يحمل خصائص فريدة من نوعها.
حيث نرى الهدهد في هذه القصة استخدم أسلوب التشويق في بداية القصة حينما قال: "فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ" .

إن الهدهد يعرف حزم الملك وشدته، ولذلك بدأ حديثه بمفاجأة تطغى على موضوع غيبته، ونجده بدأ بمقدمة يسميها خبراء الصحافة المقدمة القنبلة حيث نراها تطغى على مسألة غيابه، وتضمن إصغاء نبي الله سليمان له. ، وأي ملك لا يستمع وأحد رعاياه يقول له: "أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ" ، فقد تحرى ودقق وبحث وعرف أن القرية اسمها سبأ وهي في بلاد اليمن ، و جاء منها بنبأ يذاع لأول مرة.

إذن فالهدهد استخدم أسلوب التشويق؛ لأنه يعرف أنه جاء بسبق صحفي يذاع لأول مرة خاصة لنبي الله سليمان عليه السلام، وهو واثق من نفسه ومن النبأ الذي جاء به، فيصفه بأنه نبأ يقين، وقد عاجل الهدهد سليمان بهذه المقدمة المشوقة لكي يمتص غضبه بسبب غيابه، ولكي يستثيره، فقول سليمان الذي توعده بالعذاب الشديد أو الذبح استثنى أن جاء الهدهد بسلطان مبين.

ومن المعروف أن كل خبر صحفي ينبغي أن يتكون من عنوان ومقدمة وجسم للخبر وخاتمة، وفى قصة الهدهد مع نبي الله سليمان نجد أن الهدهد يبتكر شيئاً جديداً في عالم الصحافة حيث نجده يقسم جسم الخبر المؤكد الذي جاء به إلى نبي الله سليمان عليه السلام إلى نوعين ، وهى معلومات يراها الإعلامي وترصدها حواسه ، ومعلومات عن أشياء مخفية عن الحواس فهي في عقل أو قلب بعض الناس فلا تدرك بالحواس الخمس وإنما بالعقل ، وهنا الإعجاز الإعلامي في القرآن الكريم الذي يتجلى لنا في استخدام أقل الكلمات للتعبير عن أكبر عدد من الأفكار.

وقد تم اختيار الألفاظ في قصة هدهد سليمان بطريقة تدل على فهم عميق، فكانت الألفاظ تحمل معنى واحداً هو المعنى الذي قصده وأراده القائم بالاتصال، ومن أمثلة ذلك: " أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ" فالإحاطة هنا شاملة لجميع جوانب الحدث أو الخبر الذي جاء به دون أن يترك ثغرة فيه، وكذلك عند اختياره لجملة " بِنَبَإٍ يَقِينٍ" فقد ذكر الهدهد لفظ "نبأ" بدلاً من "خبر" لأن النبأ أصدق من الخبر، ولأنه يروي الأحداث الهامة والعظيمة والتي تهم المستمع وكذلك يدل استخدام النبأ اليقين على شدة تيقن الهدهد من صحة الأخبار والمعلومات والمتابعات الإخبارية

ترشيحاتنا